باتت قضايا البيئة ومجالاتها وأهمية الوعي بها تحتل أهمية كبرى على مستوى العالم، فالبيئة تمثل واحدة من القضايا الخطيرة في العصر الحديث إن لم تكن هي الأخطر على الإطلاق، لتعلقها بمستقبل البشرية ومصير النوع الإنساني؛ فحالات التلوث التي وصلت إليها الأرض نتيجة الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية، وعدم ترشيد استخدامها، كما أن ما تشهده البيئة من تلوث متزايد ومخيف بات يهدد الحضارة البشرية، وينذر بكارثة بيئية شاملة بدأت مظاهرها تتجلى في ارتفاع درجة حرارة الأرض، واتساع فجوة الأوزون، وكذلك أزمة نقص المياه العذبة، أو تلوثها، واضمحلال الغابات الطبيعية.

​

كل ذلك يحتم على الجميع نشر الوعي والثقافة بقضايا البيئة ومشكلاتها، والإدراك الكامل بما يحمي بيئتنا - محلية كانت أو عالمية- مما يسيء إليها، حتى نسهم بالشكل المطلوب في الحفاظ عليها وحمايتها، فلا حياة طبيعية صحيحة دون بيئة نظيفة نقية.

​

وقد شهد العالم بعد قيام الثورة الصناعيّة العديد من المشكلات التي أثرت على البيئة، ومنها ارتفاع تركيز غازات التدفئة بمقدار يزيد عن الثُلث من الحدّ الطبيعيّ، ممّا أكد خطورة مشكلة الاحتباس الحراريّ التي تعد إحدى المشكلات البارزة في قضايا البيئة، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض وما يتبعها من تغيّرات مناخية قاسية مثل:

الأعاصير، والجفاف، والفيضانات، وانقراض بعض الكائنات الحية نتيجة عدم تكيّفها مع الظروف الجوّية الجديدة السائدة، بالإضافة لما نتج عن هذه الغازات من تلوثّ للهواء، والماء، والأراضي الزراعية، وبالتالي تتأثر جودة الغذاء، وما يتبع ذلك من تأثيرات على صحّة الإنسان وسلامته.

 

وفي ذلك ما يدل بشكل كبير على الأثر الأكبر للنشاطات البشرية الضارّة على البيئة، ومن هنا تظهر ضرورة نشر الوعي البيئي بين البشر للمحافظة على صحة البيئة والإنسان، فكليهما يؤثر ويتأثر بالآخر.  

​

​