في ظل التحديات الكبيرة والمعقدة التي يواجهها اليمن ، وما هي أحوال المواطن اليمني في ظل الظروف المضطربة وانعكاساتها المدمرة على الاقتصاد الوطني والنسيج الاجتماعي ، يخطر ببالنا سؤال: ما هي حالة الانتماء الوطني لنا جميعاً نحو ما يحدث لوطننا الحبيب؟ سؤال وجيز لكنه يعبر عن قناعة راسخة وقيم التزام بالوطن. فإذا تحملها الفرد تصبح المصلحة الوطنية له فوق كل اعتبار ، وقناعة تجعله يبذل قصارى جهده للنهوض بوطنه. في هذا السياق يرى علماء العلوم السلوكية أن المواقف والقيم لا تولد مع الفرد ، بل تكتسب من خلال اتصاله بالآخرين والتعايش معهم ، وعلى الرغم من وجود اتجاهات معينة تظهر مبكرًا لدى الأفراد منذ سنوات الطفولة المبكرة ، إلا أن هناك أنواعًا أخرى من الاتجاهات التي تظهر لدى الأفراد خلال مراحل حياتهم المتقدمة نتيجة اتصالهم وتأثيرهم مع الآخرين ، ويكتسبون منهم أفكارًا وآراءًا تتجه نحو هذا الاتجاه.

وغني عن البيان أن الانتماء الوطني يكثر الجدل حوله ، وتتنوع متطلبات وأساليب تنميته بين الأفراد. يختلف المفكرون في تفسيرهم حسب انتماءاتهم الأيديولوجية ومساراتهم الفكرية والسياسية ومعتقداتهم الثقافية. على الرغم من هذا. يبقى الانتماء الوطني لبنة البناء الأساسية للمواطنة ، لأنه يتجاوز كل الانتماءات الطائفية الإقليمية والأيديولوجية. ومع ذلك ، تبرز هنا أسئلة مهمة: من المسؤول عن خلق هذه القيمة الجوهرية للأفراد؟ ما هو دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والمراكز والمؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع في بلورة هذا الانتماء الوطني؟ الحقيقة والأدلة تقول إن تعميق الانتماء الوطني مسؤولية الجميع.